فضل يوم الجمعة و آدابه
******************
لقد خصّ الله يوم الجمعة بفضل عظيم لا يضاهيه فيه يوم آخر من أيام الأسبوع و لقد جاءت النصوص الشرعية زاخرة بالحث على تخصيص هذا اليوم باهتمام المسلم لما له من مكانة عظيمة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة, فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج" و عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه و سلم "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة" و لئن كان للمسلمين عيدان في السنة عيد الفطر و عيد الأضحى فإن يوم الجمعة هو يوم عيدهم الأسبوعي الذي كرمهم به الله دون سائر الأمم. و كما حُرّم صوم هذين اليومين فقد شدد على كراهية و ذهب بعض العلماء إلى تحريم صوم يوم الجمعة منفردا أي دون أن يسبقه أو يليه يوم صوم آخر و ذلك ليكون يوم فرحة للمسلم و ليتقوى على العبادات بمختلف أنواعها من صلاة و ذكر و دعاء فهو خير الأيام على الإطلاق لقوله صلى الله عليه و سلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة". و من الأفضال العظيمة لهذا اليوم أن فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء و قد جاء التوضيح النبوي لذلك كما يلي: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم و هو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه" ومن فضل هذا اليوم العظيم كذلك أنه يوم تُكفّر فيه السيئات فعن سلمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويَدّهِنُ من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" كما أن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما و لو كان لهذا اليوم فضل واحد من هذه الفضائل لكفاه عظمة و قداسة فما بالنا بيوم اجتمعت فيه كل هذه الفضائل و كل هذه العطايا من الخالق لذلك ينبغي أن يرانا الله في هذا اليوم العظيم على أهبة الاستعداد لتحصيل هذه العطايا الربانية عن طريق الصلاة و الذكر و التبكير إلى المسجد و الصلاة على النبي الأكرم و الدعاء و الصدقة و غيرها من أعمال البر.
آداب يوم الجمعة و سننه:
===============
1-من الآداب التي يختص بها يوم الجمعة هي قراءة سورة الكهف و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم في ذلك" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" و لا يشترط لقراءتها أن تكون في المسجد بل المهم المبادرة إلى قراءتها و الحرص على ذلك
2-من سنن يوم الجمعة الاغتسال و قد اختلف العلماء في حكمه بين الوجوب أو الاستحباب و ذهب الجمهور إلى الاستحباب لذلك يستحب الغسل في هذا اليوم لإدراك الفضل و تلبية لأوامره صلى الله عليه و سلم:" إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"
3-التطيب يوم الجمعة -للرجال- و الحرص على السواك و لبس أحسن الثياب للذهاب إلى الصلاة من الأعمال المستحبة لقوله صلى الله عليه و سلم:" من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها"
4-التبكير إلى المسجد: للتبكير يوم الجمعة إلى المسجد فضل عظيم لو علمه المسلمون لما فرطوا فيه إذ قال الرسول صلى الله عليه و سلم :"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" فجعل التبكير إلى المسجد مثل التقرب إلى الله بالأموال و الصدقات أما من ذهب إلى المسجد بعد دخول الإمام فليس له أجر التقدم بل له اجر الجمعة منفردا
5-الحرص على عدم إيذاء المسلمين عند دخول المسجد مثل تخطي الرقاب للوصول إلى الصفوف المتقدمة أو الجلوس بين شخصين في مكان ضيق و قد قال الرسول لرجل كان يبغي الجلوس متقدما فتعمد المرور بين الصفوف و تخطي الرقاب : "اجلس فقد آذيت و آنيت" و هو فعل لا يأتي به غالبا إلا المتأخرون .
5-الإنصات باهتمام إلى الإمام و الحرص على الفهم و الاستيعاب و التدبر دون تشتيت لأفكارك " إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت"
6-الصدقة يوم الجمعة من أفضل القربات إلى الله و كذلك كل أعمال الخير من صلة الارحام و عيادة المرضى و تشييع الجنازة
إن من المحزن حقا ما نراه في أيامنا هذه من اتخاذ المسلمين-إلا من رحم ربي- يوم الجمعة يوما عاديا و اتسامهم باللامبالاة تجاهه بل إن بعضهم جعله يوم نوم طويل فلا يكاد يتذكر الصلاة إلا في آخر الوقت فيخرج مسرعا لعله يدرك ركعة مع الإمام مع ما نرى من تفريط في الطاعات على أنواعها
******************
لقد خصّ الله يوم الجمعة بفضل عظيم لا يضاهيه فيه يوم آخر من أيام الأسبوع و لقد جاءت النصوص الشرعية زاخرة بالحث على تخصيص هذا اليوم باهتمام المسلم لما له من مكانة عظيمة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة, فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج" و عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه و سلم "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة" و لئن كان للمسلمين عيدان في السنة عيد الفطر و عيد الأضحى فإن يوم الجمعة هو يوم عيدهم الأسبوعي الذي كرمهم به الله دون سائر الأمم. و كما حُرّم صوم هذين اليومين فقد شدد على كراهية و ذهب بعض العلماء إلى تحريم صوم يوم الجمعة منفردا أي دون أن يسبقه أو يليه يوم صوم آخر و ذلك ليكون يوم فرحة للمسلم و ليتقوى على العبادات بمختلف أنواعها من صلاة و ذكر و دعاء فهو خير الأيام على الإطلاق لقوله صلى الله عليه و سلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة". و من الأفضال العظيمة لهذا اليوم أن فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء و قد جاء التوضيح النبوي لذلك كما يلي: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم و هو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه" ومن فضل هذا اليوم العظيم كذلك أنه يوم تُكفّر فيه السيئات فعن سلمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويَدّهِنُ من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" كما أن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما و لو كان لهذا اليوم فضل واحد من هذه الفضائل لكفاه عظمة و قداسة فما بالنا بيوم اجتمعت فيه كل هذه الفضائل و كل هذه العطايا من الخالق لذلك ينبغي أن يرانا الله في هذا اليوم العظيم على أهبة الاستعداد لتحصيل هذه العطايا الربانية عن طريق الصلاة و الذكر و التبكير إلى المسجد و الصلاة على النبي الأكرم و الدعاء و الصدقة و غيرها من أعمال البر.
آداب يوم الجمعة و سننه:
===============
1-من الآداب التي يختص بها يوم الجمعة هي قراءة سورة الكهف و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم في ذلك" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" و لا يشترط لقراءتها أن تكون في المسجد بل المهم المبادرة إلى قراءتها و الحرص على ذلك
2-من سنن يوم الجمعة الاغتسال و قد اختلف العلماء في حكمه بين الوجوب أو الاستحباب و ذهب الجمهور إلى الاستحباب لذلك يستحب الغسل في هذا اليوم لإدراك الفضل و تلبية لأوامره صلى الله عليه و سلم:" إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"
3-التطيب يوم الجمعة -للرجال- و الحرص على السواك و لبس أحسن الثياب للذهاب إلى الصلاة من الأعمال المستحبة لقوله صلى الله عليه و سلم:" من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها"
4-التبكير إلى المسجد: للتبكير يوم الجمعة إلى المسجد فضل عظيم لو علمه المسلمون لما فرطوا فيه إذ قال الرسول صلى الله عليه و سلم :"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" فجعل التبكير إلى المسجد مثل التقرب إلى الله بالأموال و الصدقات أما من ذهب إلى المسجد بعد دخول الإمام فليس له أجر التقدم بل له اجر الجمعة منفردا
5-الحرص على عدم إيذاء المسلمين عند دخول المسجد مثل تخطي الرقاب للوصول إلى الصفوف المتقدمة أو الجلوس بين شخصين في مكان ضيق و قد قال الرسول لرجل كان يبغي الجلوس متقدما فتعمد المرور بين الصفوف و تخطي الرقاب : "اجلس فقد آذيت و آنيت" و هو فعل لا يأتي به غالبا إلا المتأخرون .
5-الإنصات باهتمام إلى الإمام و الحرص على الفهم و الاستيعاب و التدبر دون تشتيت لأفكارك " إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت"
6-الصدقة يوم الجمعة من أفضل القربات إلى الله و كذلك كل أعمال الخير من صلة الارحام و عيادة المرضى و تشييع الجنازة
إن من المحزن حقا ما نراه في أيامنا هذه من اتخاذ المسلمين-إلا من رحم ربي- يوم الجمعة يوما عاديا و اتسامهم باللامبالاة تجاهه بل إن بعضهم جعله يوم نوم طويل فلا يكاد يتذكر الصلاة إلا في آخر الوقت فيخرج مسرعا لعله يدرك ركعة مع الإمام مع ما نرى من تفريط في الطاعات على أنواعها
المصدر : مجلة عربيات
0 التعليقات:
إرسال تعليق